ولو للحظة دعني أشعر بأنني إنســان .....
صفحة 1 من اصل 1
ولو للحظة دعني أشعر بأنني إنســان .....
ربما سأشعر ولو للحظة؟؟
استيقظت من النوم كعادتي صباحاعلى انغام بياع الغاز تتأرجح في سقف غرفتي كسمفونية قد انتهى منها ياني للتو...
فلبست ثيابي وخرجت من المنزل..وكالعادة أبو سعيد يسب أبا نضال لأنه تعود منذ الصغر أن يشتمه فهو يعتبره كأخ له-يا هيك الأخوة يا بلا-..
وصلت الى موقف السرفيس لامتطي سرفيسا الى عملي..
ركبت في السرفيس وكالعادة امرأة تحمل ابنها في حضنها ولم تترك شيئا من الشيبس والبسكويت والشوكولا الا واحضرته مع ابنها وهو ينهش مثل البغل الذي فطر بعد صيام دام عشرين عاما...
نزلت من السرفيس بعد ان توقف وانا انادي على اليمين-يأخي-لوسمحت-يامعلم-يا بطيخ...
فعندما تنادي يا بطيخ يفتح فمه مثل غنزير قد أنهى حمامه الطيني للتو ويبدأ الزمجرة ..هكذا شعبنا لا يسمع الا الكلمة السيئة فقد تعود عليها...
دخلت العمل وبدأت السمفونية اليومية مع المدير الذي قد اشتراك للتو من متجر العبيد...
انتهيت من روتين العمل وعدت للبيت ورائحة المجدرة تملأ الحارة..
منذ أن ولدت وأنا أشم تلك الرائحة...
حتى صرت أميز رائحة المجدرة أكثر من رائحة الفهرنهايت...
وهاهو جارنا في الطابق الاول قد بدأ لتوه عمليات الدي جي والريمكس ...
ما شاء الله -تقول فاتح اذاعة-..
وعندما تقول له من بعد اذنك وطي الصوت شوي يقول لك بكل وقاحة:بيتي وانا حر فيه..
وعندها تضر لحشو اذنيك بالقطن حتى تستطيع أن تدرس..
وها قد جاءت الامتحانات والذي تسربت له الاسئلة قد انفتحت له طاقة الفرج..
والكر اللي مثلي حدو ستين الف جهنم ما ينجح..
انتهت الامتحانات وحان وقت الراحة...-أما شو راحة_ههههههه...
عدنا للعمل والعود أحمد...
وهكذا روتين مخيف ملئ بالبوهيمية والعشوائية..
تركم عينك سأتكلم عن الحب أصلا شعبنا ما شاطر غير بالحب والعشق...
حبينا بنت الجيران وزبطنا الحالة لأنو كنا مفكرينها بنت مثقفة ..
طلع بدك تصرف عليها اكتر ما تصرف على حالك ومستقبلك...
بدها ان سبعين ووحدات ودباديب وسيديات اغاني وكادويات بكل مناسبة وما أكثر مناسباتها ههههههه...
وبالأخر! ال شو مالك نصيب يا أخي ..
تقول ابوها بدو يتاجر فيها..
طيب ليش ما بتعرضوها بالمزاد واللي بيدفع اكتر بياخد..
شئ مقرف والله العظيم قرفت..
مشتهي بس مرة حس حالي انسان مو الة..
ولك الآلة يا جماعة بتمل وبتعطل بصير بدها صيانة أو تزييت حتى...
ونحنا متل الحمير الطرابة ما منهلك..
وازا بدي احكيلك عن الهموم والمشاعر والأحاسيس ما بخلص لبكرا...
لأنو ما شاء الله شعبنا كلو شعراء وفلاسفة وأدباء ..
ولك والله اهم من برتولد بريخت ومكسيم غوركي ..
ولك الزبال عندنا بيطلع معو نظريات اهم من سيغموند فرويد من كتر الهم..
يعني بتطلع مع شوفير التكسي -هاد لما بتكون قابض ومستعجل كتير عشي موعد-..
بيشرحلك همومه ومشاعره بقصيدة رثاء لإنسانيته الميتة أروع من رثاء جرير لأمه لما ماتت ...
ولك ااااااااااااخ ايمت بدنا نصير؟؟؟
وبتلائي شباب هالأيام شعراء ومهندسين وأطباء وجامعين الف شغلة وشغلة ومع كل هاد ماعميلاقو شغل...
ولك لسا بدنا نشحد الاكل شحادة طولو بالكن..
لما بدو ينتهي جيل ابائنا بدنا ننصدم كتير ونتفاجأ...
بس بتعرفو شو الشي الوحيد يللي بصبرني؟؟؟
أو شو الشي الوحيد يللي بقدر فرج فيه عن الكبت والوضع الصامت -الرجاج-اللي مبرمج عليه من الصغر...
هوي طراب بلدي يللي مستحيل اني اتركه ولو بدي اشحد عباب الجامع..
بلدي يللي بتربطني فيها علاقة اقوى من كل الهم والغم والروتين ..
بلدي اللي فيه ضحكة أبي ودمعة أمي ولعبة أخي الصغير وثيابي المرشوقة هون وهنيك...
بلدي يللي شحوار الصوبيات اللي فيه بيسوى رحيق شلالات نياغارا..
وريحة مصافي النفط اللي فيه أحلى من ريحة كريستياتن ديور..
ويللي نقطة مي منه أطيب من فودكا استالين وبيرا هتلر وويسكي بوش..
بلدي اللي فيه شمس أدفى من كل بنات السويد..
ويللي فيه حب أكتر من الحب يللي بأفلام هوليوود..
هاد الشي الوحيد يللي بخليني حس حالي اني انسان..........
**TROY**- عضو فعال
- المساهمات : 29
تاريخ التسجيل : 21/05/2008
العمر : 38
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى