عندما تحب هل تتحول ...

رواد العرب الخميس مايو 22, 2008 3:34 pm

لا أعرف ما الذي يغير الإنسان العاشق فتجده مختلفا في كل جوانب حياته (هذا إن وجد فعلا من يحب وأنا هنا لا أتكلم عن الحب الموديرن على مبدأ أحسن ما ضل لوحدي أو أحسن ما يضيق خلقي.

ولكنني أتكلم عن حب : إني ذكرتك و الرماح نواهل مني و بيض الهند تقطر من دمي

وددت وصف هذا الشعور بلغتي المتواضعة وتعابيري الضعيفة فقط للمشاركة مع القلة اللذين أحسوا به

كلما نظرت إليك أجد نفسي لا أقاوم عواصف الحب التي تطيح ببحار شوقي وأجد نفسي تلميذا صغيرا يقف بإجلال أمام أستاذ مهيب رائع في شموخه وقدره ... أجد نفسي طفلا ينتظر صباح العيد مرتديا ملابسه يكاد قلبه يقفز من أضلعه وهو سعيد ... أجد نفسي ككافر لسنين طوال يرى أمام ناظريه معجزة انبعاث المسيح

أجد نفسي ... أجد ... أجد

والذي يقض مضجعي هو أنني في هذه اللحظة بالذات لا أجد نفسي ...

أحس أنني سراب

شبح عتيق تائه أمام نفق من النور

نائم أفاق من نومه ليرى أن مناجاته للملائكة ما كانت إلا حلما طويلا

أفاق منه وحيدا ... دون تكفير للذنوب ودون أجنحة بيضاء

فكيف ذلك يا صغيرتي كيف أكون أمامك سرابا وأنا مع الرجال صلب صنديد

كيف أتوه أمام ليل عينيك وأنا من تشعل عينيه نيرانا في أقسى وأصلب الحديد

أهو سر وضعه الخالق بك وحدك ...

هذا مؤكد لأن حواء لم يسبق أن كان لها هذا التأثير

فهناك من الرجال من تسحره كل امرأة بحياته

ولكن المحبة الحقيقية هي عندما لا يخفق قلبك ولا تركض سعيا وراء أنفاسك الهاربة ولا تحس بذلك الضعق المترافق مع قوة الجبابرة وذلك الفناء الممزوج مع خلود الآلهة الإغريقية إلا لحواء واحدة

فتجد نفسك شاعرا تتغزل بكل ما بها مع أنك تهجئ اسمك بصعوبة فتقول لها:

أعشق سواد الليل بعينيك مع أنني أخاف الظلمة

أعشق بياض الفجر في وجنتيك مع أن الضوء يؤذيني

أعشق حمرة شفاهك ولو كانت كلون دمائي التي ستسيل بدونك

يا بسمة أيامي وذخر أحلامي يا من جعلتك وشما في شراييني مقاوما لكل عمليات الليزر وكل خزعبلات العلوم الحديثة

يا من زرعتك قوة بفؤادي لا أعرفها إلا في جلسات المسلمين أوفي تصليب المسيحيين, زرعتك هذه القوة كشجرة تمتد جذورها بوجداني منذ أيام الفينيقين وتتجدد ذكراك بخاطري كتجدد طير العنقاء الذي يخلق من رماده من جديد

أحببتك وأحبك وسأظل أحبك لأنك وبكل بساطة ....أنت حبيبيتي